الخوف في صفوف المنتخبين السياسيين الفاسدين والأطر الإدارية الفاسدة بعد تعيين امحمد العطفاوي عاملاً على إقليم الجديدة

حمزة رويجع-

تشهد أروقة وصالونات إقليم الجديدة حالة من الترقب والتوتر، بعد تعيين رجل الداخلية امحمد العطفاوي على رأس العمالة بقرار من جلالة الملك محمد السادس. جاء هذا التعيين ليزلزل نفوس المتورطين في ملفات فساد، خاصة المرتبطة بقسم العمل الاجتماعي، الذي كان يعاني من تسيب وارتباك في التسيير خلال السنوات الماضية، وبينما كان ينتظر البعض تثبيت محمد سمير الخمليشي على رأس اقليم الجديدة، جاء القرار الملكي بردا وسلاما على مجموعة من “غرارين عايشة”,

الفاسدون في حالة ارتباك… “الأيدي على القلوب”

يشعر المتورطون في ملفات الفساد بالإقليم أن أيام التساهل قد ولّت، بعد أن تولى العطفاوي، المعروف بحزمه وانضباطه الإداري، قيادة العمالة. فالرجل ليس بغريب عن دواليب وزارة الداخلية، ويدرك أدق تفاصيل تدبير الشأن العام، الأمر الذي أثار مخاوف المستفيدين من الوضع السابق، ممن اعتادوا التلاعب بميزانيات البرامج الاجتماعية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

قسم العمل الاجتماعي… أولى الملفات على الطاولة

ولن يجد العطفاوي اكثر من تقارير المفتشية العامة للإدارة الترابية والمجلس الجهوي للحسابات، حيث أن قسم العمل الاجتماعي بعمالة الجديدة في صدارة تلك التقارير، التي كشفت الاختلالات العميقة وشبهة تبديد المال العام، خاصة بكيفية صرف الميزانيات المخصصة للمشاريع الاجتماعية. وشكوك تحوم حول تورط بعض المسؤولين في توزيع صفقات مشبوهة، وتأخر في إنجاز مشاريع كان من المفترض أن تخدم الفئات الهشة.

عملية تنظيف.. تبدأ من الداخل

يدرك العامل الجديد أن أي عملية إصلاح وتنظيف لن تكون فعالة ما لم تنطلق من داخل مكاتب العمالة نفسها، وسيكون قسم العمل الاجتماعي البداية، حيث من المتوقع أن يقوم العطفاوي بمراجعة دقيقة لكل الملفات والمشاريع التي شهدت تعثراً أو شابت عملية تدبيرها شبهات فساد. عبر إعادة هيكلة القسم لضمان شفافية أكبر وتفادي عودة أي تسيب إداري أو مالي، من خلال تفعيل المحاسبة وفقاً لتوجيهات جلالة الملك محمد السادس، لضمان أن من يثبت تورطه سيُحاسب، مهما كان منصبه.

ثقة في كفاءة العطفاوي وقدرته على الإصلاح

يرى مراقبون أن تعيين ابن الإقليم في هذا المنصب، ومعرفته المسبقة بخبايا المنطقة، يعطيه أفضلية لفهم التحديات، ومن شأن هذه الخطوة تعزيز الأمل في إعادة ثقة المواطنين في الإدارة الترابية وفتح صفحة جديدة من التنمية الشفافة. كما أن العطفاوي يتحلى بسمعة طيبة كرجل ميداني، ما يعزز الاعتقاد بأن الفترة المقبلة ستشهد تطهيراً حقيقياً في مختلف أقسام العمالة.

لا حصانة للفاسدين

وفي انتظار رسالة العامل الجديد الى رعايا جلالة الملك الاوفياء دكالة، ينتظر ان يرفع شعار “لا مجال للفساد ولا تساهل مع المفسدين”، لكي يعلم الجميع أن الخروج من دائرة المحاسبة لن يكون سهلاً، وأن أي محاولة للالتفاف على القانون قد تقابل بإجراءات حازمة. فقد أصبح الأمل معقوداً على العطفاوي لإعادة ترتيب البيت الداخلي أولاً، قبل الشروع في انقاد المشاريع الاجتماعية التي قد تُخرج الإقليم من حالة الجمود.

عهد جديد… والمطلوب تعاون الجميع

تعيين امحمد العطفاوي على رأس إقليم الجديدة ليس مجرد إجراء إداري، بل إشارة قوية نحو مرحلة جديدة من الحزم والشفافية، وعلى أبناء الإقليم، من منتخبين ومسؤولين وفعاليات مدنية، التعاون معه لإنجاح مسار الإصلاح، فمن داخل الدار تبدأ عملية التنظيف، ومن الضروري أن تتكاتف الجهود لإحداث التغيير المنشود.

ويبقى الرهان الأكبر هو أن يكون العطفاوي عند حسن ظن جلالة الملك محمد السادس وتطلعات رعاياه بإقليم الجديدة، من أجل تنمية حقيقية تؤسس لمستقبل مشرق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *