أقدم مشروع متعثر في المغرب والعالم
أقدم مشروع متعثر في المغرب والعالم
الجديدة ميديا عبد الله غيتومي
يعتبر ” مستودع الأموات ” المتاخم للمقبرة الكائنة بشارع ابن باديس بالجديدة ، أقدم مشروع متعثر في بلادنا ، ولا يخامرنا شك في كونه كذلك عالميا .
فقد مرت لحد الساعة 43 سنة على تشييده، من طرف المجلس البلدي الذي كان يترأسه المرحوم محمد أرسلان الجديدي ، ولم يشغل بعد .
ففي سنة 1982 انتهت الأشغال به وجهز بآليات التبريد وحفظ الجثامين، لكن بعد فترة تعرضت تلك التجهيزات للسرقة من طرف مجهولين .
ولما عاد محمد أرسلان الجديدي لرئاسة المجلس البلدي في الفترة بين 1992 و 1997 ، أعاد تجهيز المستودع السالف الذكر
لكن المثير هو أن تشغيله ظل متعثرا ولم يفتح نهائيا .
وقرر المجلس البلدي في مرحلة لاحقة لسنة 1997 تحويل تخصيصه إلى مكتب صحي بلدي، يطعم فيها حجاج ومعتمرون بالتلقيح المطلوب في سفرهم .
وقد عاش مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس القديم، مناسبتين حزينتين في 1996 عقب حادث حافلة المسافرين المقاومة قرب براكة تيسي ومصرع 22 ، وحادث حريق سجن سيدي موسى سنة 2002 ومصرع 52 من نزلائه وكانت العديد من القنوات التلفزية العالمية ، تناقلت صور جثت أموات مرمية على الأرض ، في ظروف تغيب فيها شروط تكريم الميت ، وتساءل يومها مراسلو تلك القنوات ” ألا تتوفر هذه المدينة المغربية على مستودع يليق بموتاها؟
وخلال 43 سنة لم يستطع 10 عمال تعاقبوا على الجديدة في الفترة بين 1982 و 2024 و 6 رؤساء للبلدية ، الإفلاح في القضاء على ذلك التعثر وتشغيل مستودع الأموات بالجديدة
في وقت كانت وزارة الداخلية رصدت اعتمادا بقيمة 350 مليون سنتيم لتأهيله وتجهيزه ، كما أنها أوصت بمقتضى مذكرة وزارية بضرورة إحداث ” الشباك الوحيد” لاستصدار الوثائق المطلوبة لنقل الجثامين داخل الإقليم وخارجه بيسر ودون تعذيب لذوي الهالكين. علما أن مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس الجديد لا يتوفر إلا على 12 قمطر فقط مخصصة للذين يتوفاهم أجلهم داخل المستشفى ، لأن القانون الداخلي للمستشفيات العمومية ببلادنا يمنع على المستشفيات أن تستقبل جثامين أشخاص ماتوا خارج أسوارها.
وتأسيسا على ما سبق يظل مستودع الأموات بالجديدة، المشروع المتعثر رقم 1 في المغرب وإلى إشعار آخر…