القضية الوطنية هي النظارة التي ينظر بها المغرب إلى الآخرين
• لم أكن أريد مطلقا ان أعقب على ما أدلى به السيد عبد الإله بنكيران يوم فاتح ماي الماضي من تصريحات تمتح من معين السب والقذف في حق أشخاص يعنيهم بالمباشر ويقصدهم لشخصهم وصفاتهم عن طريق الهمز واللمز متسترا وراء البناء للمجهول،فذاك شأنه وتلك قضيته في تصفية حساباته مع خصومه خاصة ونحن على مرمى حجر من الاستحقاقات الانتخابية المقبلة،لكن ما أثارني في كلمته أنه أساء التقدير لما هاجم كل من الرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي و ساقهم في كلامه وتحدث عنهم بكل السوء الممكن،وهذه لعمري إساءة من شخص يفترض أنه رجل دولة كان يجب عليه أن يتمسك بواجب التحفظ لاسيما وأن الأمر يتعلق بدولتين كانت لمبادراتهما إزاء قضية وحدتنا الترابية مواقف جد إيجابية سيكون ما لها في القادم من الأيام.ولعل الجميع يتذكر ما سبق أن قاله جلالة الملك محمد السادس نصره الله من كون قضية وحدتنا الترابية هي النظارة الوحيدة التي ينظر منها المغرب الى علاقاته مع الخارج،فكيف للسيد بنكيران ، وفي لحظة خطابية حماسية،يتمرد على هذا التوجيه الملكي ويشرع في تقويض وهدم ما بنته الديبلوماسية المغربية التي هي من صميم الحقل الملكي ويحاول نسف النتائج التي حققتها هذه الدبلوماسية فيما يخص وحدتنا الترابية خصوصا مع الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا .
• مابين النضال السياسي والتباهي السياسوي خطان لا يلتقيان،والنضج والتبصر لا يلتقان مع التهور والصبيانية ولا ينكر خير الأيادي البيضاء التي لازالت ممدودة إليه حتى بعد تنحيه إلا جاحد لا يهمه،من أجل تحقيق مكاسب سياسوية ،ما سيهدمه من ركائز يستند عليها الوطن في الانتصار لقضيته العاملة.