عبد المؤمن طالب من الشأن التعليمي إلى الشأن العام
إعداد مصطفى الناسي بتصرف
يخوض الدكتور عبد المومن طالب، من مواليد 1969، تجربة جديدة في مساره المهني، بعدما راكم خبرة واسعة في مجالات الإدارة التربوية وتدبير الشأن التعليمي، ليُعين لأول مرة في منصب عامل على إقليم اليوسفية، تحت إشراف وزارة الداخلية.
ويأتي هذا التعيين خلفاً لمحمد سالم الصبطي، الذي تم نقله لتولي مسؤولية عامل إقليم اشتوكة آيت باها.
الدكتور طالب يُعد من أبرز الكفاءات الإدارية في قطاع التربية الوطنية، حيث شغل مناصب قيادية هامة، كان أبرزها مديراً للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدار البيضاء سطات. وهو خريج مدرسة علوم الإعلام بسلكيه العادي والعالي، ودكتوراه في علوم التربية والذكاء الاصطناعي، وراكم تجربة تفوق عقدين في مجال الحكامة الجهوية وتدبير المشاريع المرتبطة بإصلاح المنظومة التربوية، مما جعله مرجعاً في الإدارة العمومية الحديثة القائمة على النجاعة والشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة.
تعيينه على رأس إقليم اليوسفية يضعه أمام تحديات كبيرة في منطقة توصف بـ”المهمشة”، رغم أنها تحتضن واحدة من أكبر الثروات الطبيعية في المغرب، حيث يُعد الإقليم ثاني أكبر منتج للفوسفاط على الصعيد الوطني، ويضم منشآت صناعية تابعة للمجمع الشريف للفوسفاط (OCP)، إلى جانب مؤهلات فلاحية وسياحية لم تُستثمر بعد بالشكل المطلوب.
الإقليم، الذي يُعاني من اختلالات هيكلية عميقة، دفع ثمناً باهظاً بسبب عقود من التهميش وسوء الحكامة، وغياب استراتيجية تنموية مندمجة، إضافة إلى مظاهر الفساد وسوء تدبير الشأن المحلي، التي تورّط فيها عدد من المنتخبين والمسؤولين الترابيين، دون أن تُسفر تدخلاتهم عن أي تحوّل تنموي يُذكر.
وقبل التحاقه بالإقليم لتسلم مهامه الرسمية، من المؤكد أن الدكتور عبد المومن طالب قد اطلع بشكل دقيق على التقارير الرسمية والميدانية التي توثق الواقع التنموي المتردي للمنطقة، وعاين أرقام البطالة، والهشاشة الاجتماعية، ونقص البنيات التحتية، ما يستدعي نهج مقاربة جديدة قائمة على الاستماع للمواطنين، وتفعيل أدوات الحكامة الترابية الرشيدة، وإعادة الثقة للمجتمع المحلي.
اليوم، تُعقد على هذا الإطار الوطني آمال كبيرة من أجل إخراج إقليم اليوسفية من عنق الزجاجة، وفتح صفحة جديدة من التنمية الحقيقية، عبر توظيف خبرته الإدارية وإرادته الإصلاحية في خدمة الصالح العام.