احتقان وسط فلاحي دكالة بسبب ارتفاع اسعار الحبوب
مع انطلاق موسم الحرث والزرع، لا حديث في أوساط الفلاحين بمنطقتي دكالة وعبدة سوى عن تغيير مكان البذور المنتقاة المدعمة من طرف الدولة، من المكان المخصص لبيعها بالمركز الجهوي سوناكوس بالزمامرة إلى بعض المحلات الزراعية بجماعة العكاكشة (براكة التيسي)، دون علم الجهات المسؤولة بهذا التغيير، بفعل وجود اتفاق سري بين إدارة هذه الشركة و بعض بائعي الحبوب بمنطقة العكاكشة، بموجبه تم تفويت البذور المنتقاة ذات جودة عالية والمطلوبة من لدن المزارعين إلى هؤلاء البائعين، دون احترام القانون والمعايير التي وضعتها الدولة لبيع هذه البذور المنتقاة، بحيث يجب أن لا يتعدى هامش الربح أربعة دراهم في القنطار الواحد.
ونتيجة هذا الإتفاق السري أصبح أربعة بائعين يحتكرون السوق وبيع هذه البذور، إذ يقومون بإخفاءها في مخازن سرية وبيعها بأثمنة خيالية، دون مراعاة الظروف الصعبة التي يمر منها الفلاح بسبب موجة الغلاء التي تعرفها البلاد وتأخر الأمطار، وهو ما جعل هؤلاء البائعين يجنون أرباحا خيالية، في حين يجد الفلاح نفسه عاجزا عن اقتناء هذه البدور المنتقاة الرفيعة بسبب غلاءها، والبحث في السوق عن بدور أخرى أقل جودة منها، بناء على ما جاء في تصريحات بعض الفلاحين.
وعلى سبيل المثال فإن بعضهم أجبروا مكرهين على اقتناء بذور القمح الصلب ب 800 درهم للقنطار الواحد، في حين أن ثمنها محدد في 630 درهم للقنطار الواحد، أما بذور القمح الطري فاشتروها ب 575 درهم للقنطار الواحد، في حين أن ثمنها محدد في 420 درهم للقنطار الواحد. حسب شهاداتهم. فمن يتحمل هذه الزيادة الصاروخية في أثمنة هذه البذور، هل شركة سوناكوس التي مررت هذه الصفقة لهؤلاء البائعين بجماعة العكاكشة بشكل سري؟ أم هناك جهات أخرى خفية مستفيدة من هذه الصفقة تدخلت لتفويت هذه الكمية من البذور لهؤلاء البائعين؟
وبالتالي فإن هذا الإحتكار للبذور المنتقاة ذات جودة عالية من طرف أربعة بائعين بجماعة العكاكشة، خلف استياء عميقا لدى الفلاحين وردود أفعال قوية، بحيث أن الحصول على هذه البذور يتم بطرق ملتوية وبالوساطة والزبونية والمحسوبية، إذ أصبح هؤلاء الفلاحين يتوجهون إلى جماعة العكاكشة عوض التوجه الى المركز الجهوي لسوناكوس بالزمامرة، وما يترتب عن ذلك من مصاريف مالية إضافية خاصة بالتنقل والإنتظار الطويل، في حين احتفظت شركة سوناكوس ببيع الحبوب الغير المطلوبة في السوق والأقل جودة.
هذا الأمر حرم مجموعة من نقط البيع من عدم توصلها بالبذور المنتقاة التي تحتاجها تربة المنطقة، و الاكثر من ذلك أن ثمن البيع من طرف هؤلاء البائعين المحتكرين يفوق بكثير الثمن المرخص به من طرف الدولة، والغريب في الأمر أن شركة سوناكوس تبيع للمحتكرين هذه البذور المنتقاة بدون وصل مسلم لهم. و في هذا الإطار توصل هؤلاء البائعين الأربعة ب 40 طن من القمح الصلب ( نوع كاريوكا ) دون غيرهم قبل ذكرى عيد المولد النبوي, إضافة إلى اقتناء أحدهم الحصة المفروضة لكي توزع بمنطقة الغربية حيث ثم شراءها بطرق ملتوية حتى يتمكن من السيطرة على السوق .
وبالتالي فإن عدم احترام هؤلاء البائعين بجماعة العكاكشة للثمن المحدد للبيع من طرف الدولة، ساهم في إغناءهم وازدياد ثرواتهم، بالمقابل تفقير الفلاحين بسبب هذه الأثمنة المرتفعة، وخلق احتقانا اجتماعيا في صفوفهم نتيجة هذا التوزيع الغير العادل للبذور المنتقاة للحبوب.
ولهذا يطالب هؤلاء الفلاحين المتضررين من جميع الجهات المسؤولة التدخل العاجل لحمايتهم من هذا الغلاء الفاحش، بسبب عدم احترام هؤلاء الموزعين المستفيدين من صفقة شركة سوناكوس لثمن البيع المحدد من طرف الدولة، وفتح تحقيق حول الأثمنة الخيالية التي تباع بها البذور المنتقاة من طرف المحلات الزراعية بجماعة العكاكشة بمنطقة أولاد عمران.